الاثنين، 15 أغسطس 2011

Fright Night 1985.. أهلاً بكم في ليلة الرعب الحقيقية



Fright Night 1985

Film Review


Fright Night 1985






أهلاً بكم في ليلة الرعب الحقيقية




التفاصيل:
  • إخراج وكتابة: توم هولند.
  • سنة الإنتاج: 1985.
  • بلد الإنتاج: الولايات المتحدة الأمريكية.
  • التصنيف: رعب، تشويق، كوميدي.
  • بطولة: كريس ساراندون، ويليام راجسديل، أماندا بيرس، رودي ماكدويل. 
 القصة:


جارك مصاص دماء.

ماقبل الـ (Review) -يمكن تخطيه:



الأفلام الكلاسيكية، لا تفقد سحرها أبداً.. دائماً نجلس أمامها؛ لنفاجأ بأننا نستمتع بها، مثل كل مرة.. ربما لأنها تحمل رائحة الماضي الجميل دوماً، ونحن -كما تعرفون- نشتاق للماضي ونتمنى أن يعود بنا الزمن؛ لنقضي كل حياتنا فيه.. نحن نعشق كل ماتبقى لنا من الماضي.. كل شيء.. الأفلام الكلاسيكية، والموسيقى، وكِبار السن -الناس البَركة.. آثار القدماء، نقضي الوقت بالساعات أمامها، نتأملها، وعند انقطاع الكهرباء، يعشق والدي الحديث عن البيضة التي كانت تُباع بقرشين، وكيلو اللحم الذي كان يباع بـ 6 جنيهات، هذا غير العديد من القصص التي تحكي كلها عن (أيام زمان)..

رأيي أن عشق الماضي، موجود في كل مكان، وأننا نعشق كل ماضي، حتى الذي لا يخصنا؛ نعشق الحديث عنه..

ربما كانت هذه المقدمه، هامه؛ لأن الـ (Review) الخاص بنا اليوم، لفيلم من عام 1985.. عندما كانت الحياة بسيطة في كل شيء، حتى قصص الرعب، كان يكفي أن تكتب قصة عن بعض الشباب، الذين يواجهون وحشاً أسطورياً؛ حتى تلقى نجاحاً كبيراً، في الأدب والسينما معاً..

ربما كانت هذه المقدمه هامه؛ لأنني أعرف أن البعض سيقول "ماهذا الفيلم الفاشل؟."، وأيضاً "القصة معروفه للغاية، ولا تحمل أي ذكاء"، وربما قال بعضهم "لماذا لا يختار أفلاماً ناجحةً، بدلاً من هذه الأفلام، التي عفا عليها الزمن؟."..

أقول لكم: إن الماضي لم يكن متميزاً في ذكاءه ونضجه، ولكن لأنه كان بسيطاً للغاية، ويحمل تلك الرائحة العطرة، التي لا تملك؛ إلا أن تجلس، وتستمتع بها..

أما إذا كنت ممن يعشقون، ارتداء نظارات الناقد، قبل المشاهدة.. وإذا كنت ممن يقولون قبل مشاهدة كل فيلم "لنرى ما سيقدمه هؤلاء الأغبياء".. وإذا كنت ممن يعشقون التركيز في كل صغيرة وكبيرة، والحديث عن الخِدع السينمائية، وخلافه... إذا كنت تفعل ذلك؛ فأنصحك ألا تقرأ؛ لأن الفيلم، لن يروقك بالتأكيد.. انتظر الفيلم القادم، ربما تجد ضالتك المنشوده فيه.


Review:

يبدأ الفيلم بمشهد لمنزل بعيد، تقترب الكاميرا منه؛ حتى تدخل بنا إلى غرفة نوم (تشارلي) بطل الفيلم.. لن نذهب لـ(تشارلي) سريعاً، لكننا نلقي نظرة في البداية على برنامج (Fright Night)، الذي يبدو أنه مسلسل رعب، من تقديم العجوز (بيتر فينسنت)؛ الذي يذكرني كثيراً بالعجوز الخاص بنا (رفعت إسماعيل)، والذي لن يعرفه سوى قُرّاء سلسلة (ماوراء الطبيعة).. خلف فِراشه كان (تشارلي) وحبيبته (إيمي) بطلة الفيلم، يمارسان الحب من الدرجة رقم 3؛ أي التقبيل!، وكالعادة، ومثل كل مراهقي الأفلام الكلاسيكية المماثلة (تشارلي يريد ماهو أكثر من التقبيل).. أمّا (إيمي)، فهي نموذج للفتاة التي تريد أن ترضي حبيبها؛ لكنها تريد الحفاظ على نفسها أيضاً، وبالتالي، عملت على صدّ (تشارلي)؛ الذي لا يعتبر العلاقة مكتمله، طالما أنها لاتتجاوب معه..

مع هذا المشهد تحديداً، تبدأ مشاكل (تشارلي).. إن الفيلم من النوع الذي يصعد بالمشاهد، درجة، درجة؛ إلى أن يصل به لقمة الإثارة، وأنا أعشق هذا النوع من الأفلام.. بعد أن توافق (إيمي) على مايرغب به (تشارلي) -تعرفون مايرغب به- يلفت نظر (تشارلي) شيء ما.. كان يقف أمام النافذة، عندما رأي هذان الرجلان، يحملان تابوتاً، ويدخلان به المنزل المجاور لمنزله.. يضع منظارهُ المُكبِّر أمام عينيه؛ ليستوعب جيداً مايراه، وينشغل بالمراقبه، عن حبيبته (إيمي)، التي غضبت منه، وانصرفت..


أعشق مشهد البداية بالفعل.. إذا أحصينا، ما كان في متناول (تشارلي) هذه الليلة، سنجد 3 أشياء، هي: مسلسل (Fright Night)، الذي يعشقه، وحبيبته (إيمي) التي أبدت استعدادها؛ للتجاوب مع رغباته، والرجلان الذين كانا يحملان التابوت.. لقد ترك (تشارلي)، كل ذلك، وفضّل أن يراقب الرجلان، وهذا هومايحدث مع أحدنا، حين يلاحظ أي شيء غريب، ليس له تفسير.. نترك كل مايشغلنا، ولا نفكر سوى في هذا الأمر الغريب، ولكننا نتناسى هذا الأمر بعد فترة؛ حتى نستطيع مواصلة حياتنا.. لكن (تشارلي)، لم يترك هذا الأمر يمر على خير..

على شاشة التليفزيون نسمع ذلك الخبر، عن رجل وُجِد مقتولاً خلف المقابر، ويكون هذا بمثابة تأكيد لما يفكر به المُشاهِد: نعم هناك (شيء غريب) يحدث..

داخل غرفته يحاول التركيز في مذاكرته، يفاجأ بتلك الصرخة الأنثوية، تنبعث من المنزل المجاور له..

في اليوم التالي، داخل قاعة الطعام الخاصة بالجامعة، يسمع ذلك الخبر على التليفزيون: جريمة قتل ثانيه، ارتُكِبت.. ومن الضحيه؟.. إنها تلك الفتاة، التي سألته عن عنوان منزل جارهُ الجديد، في اليوم السابق.. إذن، الصرخة التي سمعناها كانت... كانت الفتاة عاهرة معروفة، قالوا أن جثتها وُجِدت مشوهه، ويقول صديقه (إيفل)، أنها لم تكن الجريمة الأولى.. الثانية خلال يومين، وكلا الجثتان، كانا مفصولي الرأس..

كل هذه الأحداث، ترسّبت في عقل (تشارلي)، وزرعت داخله الشك، مما دفعه لفعل التالي: قضاء الليل في غرفته المظلمه، على ذلك المِقعد أمام النافذة.. مِنظارة المكبر في يده، وعلى التليفزيون برنامجه المفضل، والشك حليفه.. ينام (تشارلي) في مكانه، لكنه يستيقظ في الوقت المناسب، على ذلك المشهد: وراء نافذة المنزل المجاور له، كانت تلك العاهرة -18+- وجاره يقف خلفها، يجردها من ملابسها، و(تشارلي) يراقب كل هذا عبر منظاره المكبر.. ترتسم على وجهه تعبيرات الإنبهار.. الإنبهار، الذي كنت ستراه يرتسم على وجه أي شاب، من شباب هذا الزمن.. زمن ماقبل الفيديو، والقنوات الفضائية، والكمبيوتر، والإنترنت.. ولكن مهلاً.. لن يقتصر الأمر على ذلك بالتأكيد.. يفتح ذلك الرجل فمه، ويهبط به على عنق الفتاة، ولكنه يتوقف.. يتوقف وينظر نحو (تشارلي)؛ الذي يتراجع للخلف في الظلام.. وأمام خوفه، تمتد يد الرجل، لتغلق النافذة.. اليد التي كانت تحمل مخالب، لا يملكها أي بشري طبيعي..



أخيراً في نهاية هذا المشهد، يكتشف (تشارلي) الحقيقة الصادمة.. إن جاره مصاص دماء..

ومثل أي فيلم رعب محترم، لايصدقه أحد.. ماذا يفعل؟.. بحماقة مراهق، يذهب ليحضر رجل شرطة، ويدخل معه إلى عرين الشيطان.. هنا نعرف أن مصاص الدماء اسمه (جيري داندريج)، ونعرف أن الرجل الذي يسكن معه اسمه (بيلي كول).. المنزل من الداخل، عبارة عن تحفه فنية.. ملئ بالتماثيل واللوحات الرائعة.. ووسط التُحف، التي لم تخرج من صناديقها بعد، يرى (تشارلي) لوحة لفتاة، تشبه (إيمي) تماماً.. يبدو أن عقدة البطلة، التي تشبه الحبيبة السابقة، لمصاص الدماء، ستلازم هذه الأفلام للأبد.. في هذا المشهد، يرتكب (تشارلي) حماقة أخرى.. لقد أخبر الشرطي، أن القبو يحتوي على تابوت، ينام به (جيري داندريج) كالموتى الأحياء!.. نعم أيها الشرطي، إنه مصاص دماء، يستدرج العاهرات، إلى منزله؛ ليمتص دمائهن، ويرميهن خارجاً.. بالطبع لا يصدق الشرطي، أياً من هذه السخافات، ويجُر (تشارلي) خارجاً.. 


من هذا المشهد، نستنتج التالي: إن (جيري داندريج) كماقلت، مصاص دماء، يستدرج العاهرات؛ إلى منزله؛ ليمتص دمائهن، ويرميهن خارج المنزل.. أيضاً (بيلي كول)، يستطيع الوقوف تحت الشمس، وهو نموذج مشهور في أفلام مصاصي الدماء، حيث مصاص الدماء، يعد أحدهم بالخلود والأبدية، في مقابل حراسته نهاراً؛ لأنه يكون نائماً، ولن يستطيع حماية نفسه؛ لأنه يكون في هذا الوقت، في حُكم (الموتى).. أيضاً (تشارلي بروستر) أصبح في مأزق خطير.. لقد عرف سرّهُم، وعرفوا أنه يعرف.. لا أحد يصدقه، وهو لايملك الخبره الكافيه؛ لحماية نفسه.. لقد اقترب الليل، ووقتها ستصبح حياته، في خطر داهم.. ماذا يفعل؟..

الإجابه هي: (إيفل).. صديق (تشارلي) الغريب الأطوار؛ الذي يناديه الجميع بـ(إيفل)، رغم أنه ليس اسمه الحقيقي.. ربما لأنه يحب الخِدع والمقالب، ويتصرف ببرود في الأوقات العصيبه.. يذهب إليه (تشارلي)؛ ليسأله عمّا يفعل؛ ليواجه مصاص الدماء، الذي يسكن بجواره.. لا يتحدث (إيفل)؛ إلا بعد أن يأخد بعض المال من (تشارلي).. يعطيه صليباً، ولكن يحذره: يجب أن تؤمن به، حتى يؤتي مفعوله.. أيضاً يخبره عن الثوم، الذي يجب أن يعلّقه في كل مكان، وبالطبع لم ينسى الماء المقدس.. إنها الأدوات المشهورة لمواجهة مصاصي الدماء، والتي حفظناها عن ظهر قلب، وصرنا نتوقع رؤيتها، في أي فيلم يتحدث عنهم.. 


أحد الوساوس القهرية، أو القواعد، التي لايخالفها أي مصاص دماء يحترم نفسه -كما يقول د.أحمد خالد توفيق- هي أنك يجب أن تدعوه لمنزلك؛ حتى يستطيع الدخول.. مالم تدعه، فأنت في أمان؛ لذلك يلجأ مصاص الدماء، للخدع دائماً، حتى يستطيع دخول منزل الضحيه، وهذا هو مافعله مصاص الدماء الخاص بنا (جيري داندريج).. بينما كان (تشارلي) في غرفته، يُثبّت النافذة، ببعض المسامير، فوجئ بوالدته، تناديه؛ ليقابل شخصاً ما.. لكم أن تخمنوا أن هذا الشخص كان (جيري داندريج) بنفسه..  متأنق ككُل مصاصي الدماء، كان يجلس، ويرسم على شفتيه، تلك الإبتسامه، التي توحي بالثقة.. يُصعق (تشارلي) فور رؤيته، ويهرع لغرفته.. وفي تلك الليلة، يحدث الهجوم الأول، ولكن ينجو منه (تشارلي) عندما تناديه والدته، أثناء وجود (جيري داندريج) في غرفته.. يذهب (داندريج) مع تحذير لـ(تشارلي).. تحذير من النوع القوي.. يجب أن يبحث عن مساعدة حقيقية.. أتته المساعدة متمثله، في صوت (بيتر فينسنت) صاحب مسلسل الرعب الشهير (Fright Night).. حسناً، إن (بيتر فينسنت) يعرف أكثر.. إنه الاستاذ..



يرفض (بيتر فينست) مساعدة (تشارلي) في البداية، لكنه يوافق بعد أن عرض عليه صديقيّ (تشارلي) -إيمي، وإيفل- مبلغ من المال، على أن يثبت لـ(تشارلي) في الليلة الموعودة؛ أن (داندريج) ليس بمصاص دماء.. قليلٌ من المياه من الصنبور، ستكون كافيه، لتثبت ذلك.. لكن يتضح للعجوز غير ذلك..


أحد أهم الأشياء التي تميز مصاصي الدماء؛ هي أن انعكاساتهم لا تظهر في المرآه، ويرجعون ذلك؛ لأنهم لا يمتلكون أرواحاً.. خاوون من الداخل.. وهذا هو ماحدث، عندما نظر (بيتر فينسنت) في مرآته الصغيره، ولم يرى انعكاساً لـ(داندريج)..


تروق لي شخصية (بيتر فينسنت) كثيراً.. هو ذلك العجوز، النحيف، ذو الشعر الأبيض، والملابس التي تشبه، ماكان يرتديه (فان هيلسنج) في فيلم (دراكيولا)، والتي يصر على ارتداءها في كل مكان يذهب إليه.. إن كل مايملكه هو برنامج (Fright Night).. يعيش من أجله، ويأمل أن يرتفع مُعدّل مشاهداته، وهو مصدر رزقه الوحيد حالياً.. لكن ماكان في الماضي، يظل في الماضي يا عزيزي.. إن شباب اليوم يعتبرون الحديث عن مصاصي الدماء، والمذئوبين، والكائنات الفضائية، مجرد سخافات، لايصدقونها.. إن موضة القاتل المتسلسل قد أتت، وانتهى زمن الرعب الجميل، البسيط.. لكن الرعب القديم قد عاد يا (بيتر).. عاد حياً..


ويكون خروجهم من منزل (داندريج) بمثابة إعلان قدوم النهاية.. لقد رأى (داندريج) (إيمي)، ولاحظ الشبه الغريب بينها، وبين حبيبته القديمة.. هكذا يقرر؛ أنها ستكون له.. إن (بيتر) العجوز، عرف الحقيقة الكاملة لـ(داندريج)، وفرّ بسيارته.. في الطريق يتم تحويل (إيفل) إلى مصاص دماء.. لماذا فضّلت السير وحدك يا (إيفل)؟.. وفي الطريق يلاحق (داندريج)، (إيمي)،  و(تشارلي)، وينجح في سحر (إيمي)، ويأخذها معه.. ومرة أخرى يذهب (تشارلي) متوسّلاً، لـ(بيتر) ليساعده.. (بيتر)، الذي كان قد واجه لتوّه (إيفل) مصاص الدماء.. ومرة أخرى يرفض (بيتر) مساعدة (تشارلي)؛ الذي يذهب وحده مواجهاً مصيره، داخل منزل مصاص الدماء، ولكن قبل أن يدخل.. يلحق به (بيتر)، وفي الداخل يستقبلهم (جيري داندريج) بـ"أهلاً بكم في ليلة الرعب الحقيقية".. وهنا تبدأ معركة النهاية.. الخير والشر.. النور والظلام..

ولكم أن تتوقعوا.. لقد انتصر الخير بالطبع، لكن هذا لا يعني؛ أن الشر، سيتوقف عن المحاولة.. سيلتقي (بيتر)، و(تشارلي) مرةً أخرى مع هذا النوع من الشر، في جزء ثاني وأخير من ليلة الرعب..

التريلر

يمكنك أيضاً؛ أن تلقي نظرة على الـ Remake الذي سيصدر هذا العام؛ والذي يتناول نفس قصة الفيلم..

وهكذا ينتهي الـ Review الخاص بالجزء الأول من فيلم (Fright Night).. 

إلى اللقاء مع الجزء الثاني.
15 أغسطس، 2011

0 التعليقات:

إرسال تعليق