الأحد، 4 ديسمبر 2011

مخطوطة بن إسحاق 1- مدينة الموتى

أضغط للتكبير
رواية "مخطوطة بن إسحاق- مدينة الموتى" هي الرواية الأولى للكاتب حسن الجندي؛ الذي تخصص ومن البداية، في كتابة أدب الرعب. مايكتبه حسن الجندي، هو أدب ثقيل الوطء، ويمكن أن نطلق عليه (الميتافيزيقا الدينية)، أو (الرعب الديني)، الذي غالباً مايجتمع -في كتابات (الجندي)- مع (الرعب التاريخي)، مثل هذه الرواية..

الجديد في الأمر؛ أن (حسن)، قرر من البداية، أن يقتحم عالماً لطالما ارتاب منه أغلب كُتّاب هذا النوع من الأدب -أدب الرعب- ألا وهو عالَم الجان والمخطوطات القديمة، والسحرة والغيلان... وكل هذه الصور المعروفة لنا؛ كعرب، لكنها معروفه لنا من الخارج فقط؛ أي أننا لانعرف عنها سوى القشور الخارجية، ومانسمعه ونقرأه في الجرائد، ومن حكايات الجدات، وما إلى ذلك.. ولذلك قلت أنه (اقتحم) ذلك العالَم؛ أي أنه دخل بنا إليه لنتعرف تفاصيله، ونرى عن قرب مايحدث بداخله..


أنت عندما تسمع عن الساحر الذي يرتكب أفعالاً فظيعه، لاتعرف بالفعل مايرتكبه، ولاتعرف ما الذي فعله، ليستحق لقب (ساحر)، وعندما تسمع عن الذين (يرون الجان)، لاتعرف حقيقة مايرونه، وما أشكالهم؟.. لكن في عالَم (حسن الجندي)، ستقترب من كل ذلك..


الرواية، هي الرواية الأولى للكاتب، تحمل ماتحمله -غالباً- الأعمال الأولى من حداثة الأسلوب، والكثير من التفاصيل، التي لا داعي لها، لكني أؤكد لك: أنك إذا بدأتها ستستمتع بها، وستتعجل النهاية؛ لتعرف ماسيحدث. أعتقد أن قوة الرواية؛ تكمن في ماتقوله، وماتعرضه لأول مرة.

«أريقاً أريقاً فليقاً فليقاً حليفاً حليفاً آتوني مستكين مستكين مستكين أحضروا أينما تكونوا أحضروا فإنكم محاطون به من كل جانب سمسائيل الهوام يحاقوف المخلبي سمسائيل الهوام يحاقوف المخلبي أرجعوا يا جنود المارد ارجعوا يا جنود المارد فقوم يا حليق فقوم يا حليق نخدام بهاميم بحق سمسائيل أن تأتيني أحضروا يا جنود المارد لتكونوا الجيش الأعظم الوحى الوحى العجل العجل الساعة الساعة أحضروا بحق مخلبي»

من الرواية

إذاً، نحن أمام لون جديد من ألوان أدب الرعب، التي لم نرها -تقريباً- من قبل، أو على الأقل لم نراها بهذا الشكل؛ الذي يحمل مصداقيه كبيرة، لم تنجح في امتلاكها أعمال كثيرة تحدثت عن الجان والسحرة، وكانت غاية في السطحية، كنا ننتهي من قراءتها، ونسخر منها في الغالب!.. يقول الكاتب: لايكفي أن تنادي على الجان وتقول له (احضر)؛ ليحضر، ولايكفي أن تأمره؛ ليفعل، ولايكفي أن تقول له (انصرف)؛ لينصرف.. هذا هو مايحاول أن يقوله لنا من خلال (مخطوطة بن إسحاق- مدينة الموتى)..


عالَم شائك بالفعل؛ كما قال د.أحمد خالد توفيق عليه، لكني أعتقد أنه شائك، لمن لايعرفه..

أضغط للتكبير

هو شائك، لمن لايعرفه. بسيط، لمن يقوم بتلخيصه وحصره في حكايات الجدات ومغامرات الأصدقاء. معقد، لمن يبحث فيه كثيراً.. في حالتنا هذه: الكاتب يعرف أكثر.


أما عن تيمة الرواية -الرعب الديني- فهي من أكثر الأنواع رعباً في رأيي، وأعتقد أنها تحتل المرتبه الأولى، ضمن قائمة "أكثر التيمات رعباً"، وهذا لأنها تمس معتقداتنا الدينية، وتتحدث عمّا نؤمن به، وننجذب في الحديث عنه بسرعة.


بطل الرواية هو (يوسف)، شاب جامعي، من نوعية "بطل الحظ العاثر"؛ أي أن حظه العاثر، يوقعه في المشكلة، التي ستكون بمثابة (عقدة الرواية).. بالطبع سيتحمل هو المشكلة للنهاية، وسيخوض رحلة للبحث عن حل لها، وهذه المشكلة تتمثل في (مخطوطة بن إسحاق)، تلك المخطوطة التي سيبتاعها من (سور الأزبكية) في بداية الرواية، وتكون هي مثل نقطة في منتصف الدائرة.. كل المشكلات تنبع منها، وكل الصراعات تدور حولها.. إنها شوكة في حلق الجميع..


من أكثر وأكبر سلبيات الرواية، هي -كما قلت مسبقاً- التفاصيل الكثيرة والغريبة.. هناك تفاصيل لم يكن لها أي داعي، مثل (رنّة موبايل حبيبة البطل)!، ووصف تفاصيل أي غرفة بدقة شديدة؛ حتى أنك تتصور أن يقول مثلاً "الغرفة تحتوي على أربع جدران"!.. على كل حال، أنا لا أعشق التركيز في السلبيات، خاصـًة تلك التي نجدها غالباً في أولى أعمال الكُتّاب الشباب، هذا غير أنني أسير بمبدأ "بدل الرواية عجبتني يبقى مفيش مشكلة، ولا داعي للبحث عن (قططها الفطسانة)"، لكن هذا المبدأ خاص بي بالطبع، وعليّ أن أتحدث عمّا قرأته بصدق، عندما أتحدث عنه أمام الناس..

(مخطوطة بن إسحاق- مدينة الموتى) صادرة، عن دار اكتب للنشر والتوزيع للكاتب (حسن الجندي)، وهي من نوعية (الرعب التاريخي/الديني).. يمكنك أن تعرف تفاصيل أكثر، من خلال صفحتها على قاعدة بيانات كتب الرعب

تنويه:
(مدينة الموتى)، هي الجزء الأول من ثلاثية (مخطوطة بن إسحاق).. الجزء الثاني بعنوان (المرتد)، وهو تحت الطبع، نراه في الأسواق قريباً، بإذن الله، ومن المتوقع أن يكون الجزء الثالث والأخير بعنوان (العائد).


في انتظار آرائكم وانطباعاتكم عن الرواية..

وإلى اللقاء مع قراءة أخرى، في أحد إصدارات أدب الرعب.